عمدت البلدان العربية تدريجياً إلى توسيع فرص الحصول على التعليم وتقليص الفوارق بين الجنسين في التعليم منذ عام 2000. إلا أن انعدام المساواة وتفاوت الجودة في التدريس لا يزال يعيق التقدم في أهداف التنمية المستدامة، ويؤثر على الطلاب من جميع مشارب الحياة. وتواجه نُظُم تعليمية عديدة صعوبات في تقديم الخدمة الكافية للطلاب الفقراء، والمجتمعات الريفية، والفتيات والنساء، واللاجئين، والنازحين داخلياً، والأشخاص ذوي الإعاقة، ما يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة ويقيّد التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتحتاج البلدان العربية لإحراز التقدم المطلوب على مسار الهدف 4 (التعليم الجيد) إلى وضع سياسات كليّة وواضحة ومزوّدة بما يكفي من الموارد لتحسين نوعية وملاءمة نتائج التعلّم، وإصلاح المناهج الدراسية في جميع مراحل التعليم. فالسياسات التي تعزّز التفكير النقدي لدى الطلاب وتكسبهم المهارات ضرورية لبلوغ الهدف 4 ولتزويد الطلاب بما يلزم للنجاح في المدرسة والعمل والحياة، انطلاقاً من الإلمام بالمبادئ الأساسية للقراءة والكتابة والحساب وحل المشاكل، وتنمية الكفاءات الفنية والمهنية، وغيرها من المهارات الحياتية الأساسية.
إلاّ أنّ التعليم ما قبل الابتدائي يبقى غير إلزامي في جميع البلدان العربية. ووحدها الجزائر تقدّم سنة من التعليم المجاني في هذه المرحلة 10 . ويشكل عدم مجانية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة عائقاً كبيراً أمام فرص الحصول عليه، لا سيما في المناطق التي ترتفع فيها معدلات الفقر.
أمّا المبادرات الرامية إلى تحسين المواءمة بين نتائج التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني واحتياجات سوق العمل، فتشمل أُطُر المؤهلات الوطنية التي من شأنها ضمان نتائج تعليمية متسقة للخريجين. واعتُمدت هذه الأُطُر في سبعة بلدان هي هي الأردن، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وتونس، وعُمان، والمغرب، والمملكة العربية السعودية ، ولا تزال في مراحل مختلفة من الإعداد في سبعة بلدان أخرى هي الجزائر، والسودان، والعراق، ودولة فلسطين، وقطر، ولبنان، ومصر . وقد سعت الحكومات إلى تحسين هذه النُّظُم بالتعاون مع القطاع الخاص بهدف تعزيز قابلية الطلاب للتوظيف.14
نجحت البلدان المتوسطة الدخل31 في زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس ومتوسط مدة التعليم، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات في تحسين نوعية التعليم الذي تقدمه النُّظُم المدرسية، وتقليص أوجه عدم المساواة المتفاقمة في الحصول عليه. ويقترن النمو السريع في عدد الطلاب بارتفاع مستويات بطالة الشباب، التي يبلغ متوسطها 23 في المائة وتتجاوز 40 في المائة في بعض البلدان، ما حدا هذه البلدان إلى وضع إصلاحات تتوخّى تحسين نتائج التعلّم وتوسيع فرص التشغيل في سوق العمل.
لا تزال الفتيات يعانين من حرمان كبير في أجزاء كثيرة من المنطقة، حيث التقيّد بالأعراف والممارسات الاجتماعية يؤدي إلى عدم التحاق الفتيات بالمدارس، أو تسربهن بمعدلات أعلى من الفتيان. | في فلسطين ، وضعت وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي الخطة الاستراتيجية لقطاع التعليم للفترة 2017-2022، سعياً منها إلى إزالة الصور النمطية بين الجنسين، التي تؤثر سلباً على تدريب المعلمين، وإلى إعادة النظر في الفوارق بين الجنسين في المناهج والمواد التعليمية ا. | |
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة صعوبات في إمكانية وصولهم إلى بيئات التعلّم، وافتقار أفراد هيئة التدريس إلى التدريب اللازم لتلبية احتياجاتهم التعليمية. | وضعت الإمارات العربية المتحدة أنظمة لتحسين إمكانية حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على فرص التعليم، بطرق منها تجديد المباني المدرسية والفصول الدراسية، وتقديم خدمات التشخيص التربوي والتكنولوجيا المساعدة لدعم الاندماج في نظام التعليم العام، وتنشيط الدروس بلغة الإشارة وطريقة برايل، والالتزام بتكافؤ الفرص للطلاب الذين يعانون من إعاقة، وذلك بإتاحة فرص التعليم لهم في المؤسسة الأقرب إلى مكان إقامتهم ب. | |
يواجه الأطفال الأشد فقراً عوائق متعددة تحول دون الحصول على فرص التعليم، بما في ذلك تكلفة اللوازم والرسوم المدرسية، ويتعرّضون لخطر إخراجهم من المدرسة ليعملوا ويعيلوا أسرهم. | في مصر، ساهم نموذج المدارس الأهلية في توسيع مظلة النظام التعليمي العام ليشمل الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في المناطق المحرومة التي تفتقر إلى المدارس العامة. وتتبع المدارس الأهلية نهجاً مرناً قائماً على تعدد الصفوف، وتجري إدارتها في شراكات بين وزارة التربية والتعليم، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية. ج وتسعى الخطة الاستراتيجية للتعليم ما قبل الجامعي إلى توسيع نطاق هذا النموذج ليشمل المدارس الفنية. د | |
يواجه الأطفال في المناطق المتأثرة بالصراعات عوائق من جراء تدمير البنية الأساسية للتعليم، وتفاقم حالات النزوح، وتعرّضهم للصدمات. | في ليبيا ، سعت وزارة التربية والتعليم إلى زيادة فرص الالتحاق بالمدارس عن طريق إلزام المؤسسات التعليمية على جميع المستويات منح الطلاب النازحين فرصة التسجيل وإتمام عامهم الدراسي. واستفاد أكثر من 30,000 طفل من خدمتي المشورة والدعم النفسي الاجتماعي. | |
غالباً ما يواجه يواجه اللاجئون والنازحون داخلياً صعوبات في الالتحاق بالمدرسة أو الحصول على الخدمات العامة، ولا يضمن العديد من البلدان حقهم في التعليم. | في المغرب، أتاحت الإصلاحات الأخيرة على مستوى السياسات للاجئين فرصة الالتحاق بالمدارس الوطنية ونُظُم التدريب. وأصبح أطفال اللاجئين والمهاجرين مؤهلين للاستفادة من برامج الأغذية، والحصول على خدمات النقل المدرسي ومخصصات الطلاب. | |
يعاني الطلاب في المناطق الريفية والنائية للحصول على فرص تعليم جيد بسبب نقص المدارس، أو بعدها. | تعتمد الجزائر في سعيها للتغلب على الحرمان في المجتمعات الريفية برامج تقدّم منحاً دراسية للطلاب الملتحقين بدوام نهاري أو بدوام كامل (خاصة الذين ينتمون إلى أسر محرومة اقتصادياً). ويتيح التعلّم عن بعد من خلال المكتب الوطني للتعليم والتدريب عن بعد فرص التعليم للطلاب الذين يتعذّر عليهم الالتحاق حضورياً بالمدارس، من مرحلة ما قبل المدرسة حتى المستويات الثانوية. ه |
النسبة المئوية للناتج المحلي الإجمالي المنفق على التعليم | النسبة المئوية للإنفاق الحكومي على التعليم | |
---|---|---|
المملكة العربية السعودية | 7.8 (2020) | 18.8 (2021) |
تونس | 7.3 (2016) | 22.7 (2015) |
الجزائر | 7.0 (2020) | 15.4 (2022) |
المغرب | 6.8 (2020) | 16.9 (2021) |
الكويت | 6.6 (2020) | 11.9 (2020) |
عُمان | 5.4 (2019) | 12.2 (2020) |
دولة فلسطين | 5.3 (2018) | 17.7 (2019) |
العراق | 4.7 (2016) | 14.0 (2016) |
الإمارات العربية المتحدة | 3.9 (2020) | 11.7 (2020) |
الأردن | 3.2 (2021) | 9.7 (2021) |
جيبوتي | 3.6 (2018) | 14.0 (2018) |
قطر | 3.2 (2020) | 8.9 (2021) |
مصر | 2.5 (2020) | 12.3 (2020) |
جزر القمر | 2.5 (2015) | 13.4 (2015) |
البحرين | 2.2 (2020) | 9.3 (2022) |
موريتانيا | 1.9 (2020) | 10.4 (2022) |
لبنان | 1.7 (2020) | 9.9 (2020) |
الصومال | 0.3 (2019) | 4.4 (2021) |
السودان | غير متوفر | 12.5 (2021) |
1. See UNESCO Institute for Statistics (UIS) data reported by the World Bank, Lower secondary completion rate (% of relevant age group), accessed in August 2023.
2. United Nations, 2019. . استُخدم تجميع "شمال أفريقيا وغرب آسيا" الإقليمي لإجراء هذه الإحصائية على النحو المحدد في التصنيف الإحصائي لرموز البلدان أو المناطق الإحصائية Standard Country or Area Codes for Statistical Use (M49).
3. See UNESCO UIS data reported by the World Bank, Compulsory education, duration (years), accessed on 29 March 2023.
4. UNESCO (2023b). يستند التحليل إلى الخطط التعليمية أو الوثائق المماثلة المعتمدة في كل من الأردن، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وتونس، والجزائر، والجمهورية العربية السورية، والسودان، والعراق، وعُمان، ودولة فلسطين، وقطر، والكويت، ولبنان، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، والمملكة العربية السعودية، واليمن.
5. See the UNESCO online dashboard, Global monitoring of school closures caused by COVID-19; تضم المجموعة الإقليمية المشمولة بهذه الدراسة "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الأردن، والإمارات العربية المتحدة، وإيران، والبحرين، وتونس، والجزائر، والجمهورية العربية السورية، وجيبوتي، ودولة فلسطين، والسودان، والعراق، وعُمان، وقطر، والكويت، ولبنان، وليبيا، ومصر، والمغرب، والمملكة العربية السعودية، واليمن.
6. See UNESCO UIS data reported by the World Bank, School enrollment, primary and secondary (gross), gender parity index (GPI) – Arab World, World , accessed in March 2023.
7. ESCWA, 2019.
8. أجري التحليل استناداً إلى UNESCO education policy profiles on the theme of inclusion, accessed on 4 April 2023.
9. UNESCO, 2022b.
10. UNESCO, 2021.
11. Waterbury, 2019.
12. Karakhanyan, 2019.
13. المرجع نفسه.
14. أجري التحليل استناداً إلى the UNESCO TVET country profiles, accessed on 30 March 2023.
15. Boyle and Ramos-Mattoussi, 2018.
16. استناداً إلى بيانات عام 2022 عن اللاجئين التابعين للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وللأونروا، والنازحين داخلياً المشمولين باختصاص مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمبلّغ عنهم في أداة البحث عن بيانات اللاجئين UNHCR refugee data finder.
17. UNESCO, 2019a.
18. Haqqi Consortium, 2023.
19. ESCWA, 2021.
20. يمكن الاطلاع على مقارنة لنتائج الاختبارات في ESCWA, 2022, p. 101.
21. ESCWA, 2021.
22. الإمارات العربية المتحدة، وزارة التربية والتعليم، الارتقاء بمستوى النظام التعليمي.
23. Oman’s National Strategy for Education 2040, executive summary.
24. Al-Fadala, n.d.
25. 2020 ,Alhouti and Alhashem.
26. Al-Fadala, n.d.
27. UNESCO, 2023a.
28. الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية حول التعاون في مجال التعليم، استُرجع في 4 نيسان/أبريل 2023.
29. Gulf Research Centre on the Percentage of nationals and non-nationals in Gulf populations (2020).
30. UNESCO, 2019b.
31. في هذا التحليل تشمل البلدان المتوسطة الدخل الأردن، وتونس، والجزائر، والعراق، ودولة فلسطين، ولبنان، وليبيا، ومصر، والمغرب.
32. UNESCO education policy profiles, accessed on 5 April 2023.
33. يمكن الاطلاع على صفحة "معلومات مفيدة" على الموقع الإلكتروني للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، معلومات للاجئين وطالبي اللجوء والأشخاص عديمي الجنسية.
34. UNESCO education policy profiles, accessed on 5 April 2023.
35. في هذا التحليل تشمل البلدان المتأثرة بالصراعات والهشة الجمهورية العربية السورية، والسودان، والصومال، والعراق، ودولة فلسطين، ولبنان، وليبيا، واليمن.
36. UNICEF, 2015.
37. UNESCO, 2022d.
38. See the UNESCO education policy profile, the Sudan, accessed on 5 April 2023.
39. See the United Nations MPTF Office Partner Gateway, A Triple Nexus Approach in Syria.
40. Swiss Agency for Development and Cooperation, 2022.
41. ESCWA, 2022.
42. UNESCO and World Bank, 2022.
43. المرجع نفسه. يستند التحليل إلى بيانات من الأردن، وتونس، والسودان، والعراق، وعُُمان، ودولة فلسطين، ولبنان، ومصر، والمغرب.
44. UNESCO, Financing Education, accessed on 22 June 2023.
45. UNICEF, 2023.
46. UNICEF, 2017.
47. UNESCO, 2022a.
48. European Commission, 2019.
49. Riddell, 2012.
Al-Fadala, A. (n.d.). K-12 Reform in the Gulf Cooperation Council (GCC) Countries: Challenges and Policy Recommendations.
Alhashem, F., and I. Alhouti (2020). Endless education reform: The case of Kuwait. Annual Review of Comparative and International Education.
Boyle, H., and F. Ramos-Mattoussi (2018). Arab Barometer Report on Nonformal Education in the MENA Region.
Cacich, M., and F. Aboudan (2022). Accreditation, certification and recognition of non-formal education in the Arab States. UNESCO World Education blog.
Economic and Social Commission for Western Asia (ESCWA) (2019). The Arab Gender Gap Report 2020: Gender Equality and the Sustainable Development Goals.
__________ (2020). Reforming Technical and Vocational Education and Training: A Gateway for Building a Skilled Youth Workforce in the Arab Region.
__________ (2021). Quality of Education: Measurement and Implications for Arab States.
__________ (2022). Social Expenditure Monitor for Arab States: Towards Making Budgets More Equitable, Efficient and Effective to Achieve the SDGs.
European Commission (2019). Erasmus+ Higher Education Impact Study. European Union.
European Training Foundation (2021). Policies for Human Capital Development, Southern and Eastern Mediterranean Region: An ETF Torino Process Assessment.
Haqqi Consortium (2023). Impact of Remote Learning Modality on Non-Formal Education: Supporting the Right to Quality Education for Vulnerable Syrian and Host Community Children and Youth.
International Labour Organization (ILO) (2020). ILO and Jordan’s TVSDC Collaborate to Re-engineer Core Services for Better Quality. Geneva.
International Labour Organization (ILO), United Nations Children’s Fund (UNICEF), and European Training Foundation (2023). Enabling Success: Supporting Youth in MENA in Their Transition from Learning to Decent Work.
Karakhanyan, S. (2019). Quality assurance in the Arab region in the era of customization: Where do we stand in terms of relevance? In *Major Challenges Facing Higher Education in the Arab World: Quality Assurance and Relevance*.
Riddell, A. (2012). The effectiveness of foreign aid to education – What can be learned? Working Paper No. 2012/75. United Nations University, World Institute for Development Economics Research.
Swiss Agency for Development and Cooperation (2022). A Learning Journey on the Triple Nexus.
United Nations (2019). SDG Report 2019: SDG 4. New York.
United Nations Children’s Fund (UNICEF) (2015). Conflict drives 13 million children out of school in the Middle East and North Africa.
__________ (2017). Reimagining Life Skills and Citizenship Education in the Middle East and North Africa.
__________ (2019). A World Ready to Learn: Prioritizing Quality Early Childhood Education, Global Report.
__________ (2021). Situational Analysis of Women and Girls in the Middle East and North Africa: A Decade Review (2010-2020).
__________ (2023). Transforming Education with Equitable Financing.
United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) (2019a). Migration, Displacement and Education: Building Bridges, Not Walls. Global Education Monitoring Report, 2019: Arab States.
__________ (2019b). International and Other Migrant Schools in Gulf Cooperation Council Countries.
__________ (2021). Right to Pre-primary Education: A Global Study.
__________ (2022a). Implementing National Qualifications Frameworks: Monitoring Quality and Relevance in Bhutan.
__________ (2022b). Promoting the Inclusion of Children and Young People with Disabilities in Education in the Arab Region: An Analysis of Existing Developments, Challenges and Opportunities.
__________ (2022c). Why Early Childhood Care and Education Matters.
__________ (2022d). With UNESCO, Yemen Is on Its Way to Collect Data on Education.
__________ (2023a). Oman Embarks on Development of K-12 AI Curricula with Support of UNESCO and RCEP.
__________ (2023b). Survey of Policies for SDG4 in Arab Countries (Arabic).
United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) and World Bank (2022). Education Finance Watch 2022.
United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO), United Nations Children’s Fund (UNICEF), and World Bank (2021). COVID-19 Learning Losses: Rebuilding Quality Learning for All in the Middle East and North Africa.
Waterbury, J. (2019). Reform of Higher Education in the Arab World: Major Challenges Facing Higher Education in the Arab World—Quality Assurance and Relevance.
World Bank (2015). MENA Regional Synthesis on the Teacher Policies Survey: Key Findings from Phase 1.