التقرير العربي للتنمية
المستدامة 2024


Image
تمهيد

يحلّل إصدار عام 2024 من التقرير العربي للتنمية المستدامة توجهات السياسات التي اعتمدتها البلدان العربية الـ 22 من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويدرس التقرير اتّجاهات السياسات الرئيسية على مستوى المنطقة ومجموعات البلدان، فيتيح للقارئ، في تقرير واحد وللمرة الأولى، فرصة لتبيّن مواضع تركّز الجهود لمقاربة كل هدف من أهداف التنمية المستدامة.

(…) لقد أَنجزت منطقتنا الكثير، حتى في المجالات التي افترضنا أّنّا تأخرنا فيها، وحتى في المجالات الناشئة كالذكاء الاصطناعي والتقنيات التوليدية. لا بدّ لنا من البناء على إنجازاتنا، وصقلها وتحسينها، وتعظيم نطاقها عند الاقتضاء. والدرب لا يزال أمامنا طويلاً، فليس لدينا ترف تضييع الوقت.

تنزيل التمهيد

مقدمة تعريفية

التقرير العربي للتنمية المستدامة تُصدِرُه اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) كلّ أربع سنوات بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية، لمتابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 واستعراض التقدّم على صعيد المنطقة وبلدانها.

ويكمّل هذا التقرير العدد السابق الصادر في عام 2020، ويبني على ما تضمّنه من عوائق وتوصياتٍ، فيقدّم تحليلاً شاملاً لتوجّهات السياسة العامة في مجالات الأولوية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر في جميع البلدان العربية. ويتبيّن التقرير الفرص المتاحة على مسار تحقيق الأهداف، والعوائق التي تستدعي معالجةً بجهود مكثّفة أو مختلفة. ويستكشف التقرير إمكانات التعاون الإقليمي في التنمية المستدامة، ويستعرض المشهد المالي، وما يتخلّله من تحديات. ويتناول السياسات الوطنية لعدم إهمال أحد، وصون حقوق الإنسان، وتحقيق الرفاه في منطقة تكون لجميع سكانها أرض سلام وازدهار.

فصول حول أهداف التنمية المستدامة

الهدف 1: القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان

لم تحرز المنطقة العربية التقدُّم اللازم على مسار القضاء على الفقر بجميع أشكاله بحلول عام 2030. وقد ازداد، في العقد الماضي، عدد الفقراء والمعرضين لخطر الفقر. وعلى الرغم من أن الفقر المتزايد بلغ أعلى مستوياته في أقل البلدان نموًا، إلا أن عدم الاستقرار السياسي، ونشوب الصراعات، ونشوء الأزمات الاقتصادية، أدت جميعها إلى تفاقمه في جميع أنحاء المنطقة. وتشكِّل عوامل مثل التحديات الهيكلية الدائمة التي تواجهها اقتصادات المنطقة، وضعف الأداء في النمو وفي استحداث فرص العمل، وارتفاع مستويات عدم المساواة، وعدم كفاية سياسات إعادة التوزيع المالي، عقبات أمام تحقيق النمو الشامل الذي يضمن عدم إهمال أحد، ويرفد التقدُّم المستمر نحو القضاء على الفقر.

والتصدي للفقر مسيرة شائكة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتقدم على مسار تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ككل. القضاء على الفقر على نحو مستدام يتطلب من البلدان العربية تحقيق نمو اقتصادي شامل يأتي بفرص العمل اللائقة للجميع (الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة)، وعكس التوجهات المتسارعة نحو تركيز الثروة التي تجعل من المنطقة أقل مناطق العالم مساواة (الهدف 10 من أهداف التنمية المستدامة)، وإزالة العوائق التي تسهم في تأنيث الفقر (الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة)، وتهيئة بيئات مؤسسية شاملة تمكِّن من تحقيق السلام والازدهار (الهدف 16). ويتطلب السعي إلى الحد من الفقر على نحو مستدام التصدي للعوامل غير النقدية المساهمة في الفقر، وذلك من خلال الشروع في الإصلاحات التي تضمن الحصول على التعليم الجيد (الهدف 4)، ووضع السياسات الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي والصحة الجيدة (الهدفان 2 و3)، وتأمين الاستثمارات لتوسيع نطاق فرص الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الحصول على خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي (الهدف 6)، والطاقة النظيفة بكلفة ميسورة (الهدف 7)، والسكن الجيد (الهدف 11).

ما تقوله البيانات

اعتباراً من عام 2023، يعيش ما يقدر بنحو 20.2 في المائة من السكان على أقل من 2.15 دولار في اليوم، وهي نسبة تمثل أكثر من ضعف نسبة الذين كانوا يعيشون في فقر مدقع في عام 2015 (9.5 في المائة)، وتفوق بثلاثة أضعاف معدل عام 2005 (6.2 في المائة). وتتناقض هذه الزيادة بشكل كبير مع الاتجاهات العالمية المتمثلة بانخفاض الفقر، كما تعزى إلى حد كبير إلى الدمار الناجم عن الصراعات الطويلة الأمد في المنطقة.
بين عامي 2010 و2022، ازدادت نسبة السكان العاملين الذين يعيشون تحت خط الفقر الدولي بأكثر من الضعف، فارتفعت من 3.1 إلى 7.6 في المائة. ولئن كانت هذه الزيادة أشد حدة في أقل البلدان العربية نمواً والبلدان التي تشهد صراعات، فيمكن ملاحظتها أيضاً في بلدان المشرق.
سجّلت نسبة من يعتبرون عاملين في الأعمال الهشة في المنطقة العربية تدنياً بطيئاً منذ عام 2010، بحيث انخفضت من 27.8 في المائة إلى 24.7 في المائة بحلول عام 2021. والنساء العاملات (29.7 في المائة) والعاملات الريفيات (37.6 في المائة) هنَّ أكثر عرضةً بكثير للعمل في وظائف هشة مقارنة بسائر السكان بشكل عام.

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 1

  • تطوير قدرات وشفافية نُظُم جمع البيانات، بطرق منها زيادة التركيز على التصنيف حسب الجنس، والموقع، والعمر، والإعاقة، وحالة الهجرة، وغيرها من الخصائص ذات الصلة.
  • اعتماد قياس متعدد الأبعاد للفقر وجمع البيانات بانتظام لضمان فهم قضايا الفقر والحرمان بشكل شامل.
  • زيادة وتيرة جمع البيانات لضمان توفرها على أساس آني بهدف الاسترشاد بها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات.
  • تعزيز صنع السياسات المتكاملة من أجل التصدي للعوامل التي تسهم في تفاقم الفقر المتعدد الأبعاد، بما في ذلك أوجه القصور في الحصول على التعليم الجيد، والتغطية الصحية، وخدمات المياه والصرف الصحي، والسكن الجيد، مع إعطاء الأولوية لاحتياجات من هم الأكثر تعرضاً للإهمال.

الهدف 2: القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحّسنة وتعزيز الزراعة المستدامة

لم تحرز المنطقة العربية التقدّم المطلوب في تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة، وقد سجّلت تراجعاً في بلوغ المقاصد المعنية بنقص التغذية، وانعدام الأمن الغذائي، والسمنة لدى الأطفال، والاستثمار في الزراعة. وإذا كانت البلدان العربية قد أعادت في معظمها توجيه سياساتها نحو تحقيق هذا الهدف خلال العقد الماضي، وحققت تحولات إيجابية نحو الاستدامة المالية والاقتصادية والبيئية، تبقى الثغرات قائمة على مستوى السياسات والتنفيذ. ويتحمّل الأشخاص الذين يعيشون في جيوب الفقر وفي خضمّ الصراعات العبء الأكبر وما يترتّب عليه من تأثيرات ملحوظة على صحة الفئات الأكثر تعرضاً للمخاطر، بما في ذلك النساء والأطفال. ولم تثبت سياسات الأمن الغذائي فعاليتها في حماية البلدان من الصدمات العالمية والأزمات المتداخلة، ما يؤكد على ضرورة بناء نُظُم غذائية مرنة تستفيد من القدرات الوطنية والإقليمية.

ما تقوله البيانات

نقص التغذية مشكلة مزمنة في أقل البلدان العربية نمواً والبلدان المتأثرة بالصراعات، ومعدّلاته ثابتة عند مستويات مرتفعة. ففي عام 2021 بلغ معدل انتشار نقص التغذية 41.1 و23.5 في المائة في هاتين المجموعتين تباعاً، مقابل 12 في المائة على مستوى المنطقة ككل.
في عام 2021، عانى ثلث سكان المنطقة العربية من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد. وفي البلدان المتأثرة بالصراعات، ارتفع معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي من 39.4 في المائة في عام 2014 إلى 45.6 في المائة في عام 2021، أي أكثر من 1.5 أضعاف المتوسط العالمي البالغ 29.3 في المائة.
انخفض معدل التقزم لدى الأطفال في جميع أنحاء المنطقة، ولكنه لا يزال مرتفعاً بشكل مثير للقلق في أقل البلدان نمواً والبلدان المتأثرة بالصراعات. ويقيم أكثر من نصف أطفال المنطقة الذين يعانون من التقزم والبالغ عددهم 10.6 مليون طفل في أقل البلدان نمواً، حيث بلغ معدل انتشار التقزم 31.2 في المائة في عام 2022.

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 2

  • وضع استراتيجيات تسهّل اعتماد ممارسات زراعية مستدامة قادرة على مقاومة تغيُّر المناخ، وتقنيات زراعية مبتكرة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي، والاستثمار في الري التكميلي للنُّظُم البعلية، مع مراعاة أثر تغيُّر المناخ.
  • إنشاء نُظُم إرشادية فعّالة توجّه صغار المزارعين نحو اعتماد الممارسات الزراعية القابلة للتكيف حسب الظروف، والتي تتطلب القليل من المدخلات وتلبي الظروف الاجتماعية والاقتصادية المحلية، لا سيما في أقل البلدان نمواً والبلدان المتأثرة بالصراعات.
  • دعم صغار المزارعين للوصول إلى خطط التمويل البالغ الصغر والاندماج في سلاسل القيمة المحلية والدولية.

الهدف 3: ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار

تحرز المنطقة العربية عموماً تقدماً جيداً على مسار الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة. وقد حققت مكاسب في عدد من المؤشرات الصحية، مثل عدد وفيات الأمهات والرضع، والإصابة بالسل، والحصول على اللقاحات. ولا تزال تواجه صعوبات في مجالات عدة مثل التغطية الصحية الشاملة، والصحة الجنسية والإنجابية، والحصول على الرعاية الصحية بكلفة ميسورة. كما أن عبء الأمراض غير السارية ثقيل، ويتزايد في جميع أنحاء المنطقة.

أوجه عم المساواة عميقة في قطاع الصحة، بين البلدان وداخلها، مردّ معظمها نوع الجنس، والجغرافيا، ومستويات التعليم والفقر، وحالة الهجرة. وتؤدي الصراعات التي طال أمدها، والتهجير القسري والاحتلال، إلى تعطيل النُّظم الصحية، فتترتّب عليها عواقب مباشرة كبيرة على السكان، ولا سيما النساء والفتيات. وتلحق هذه العوامل مجتمعة أضراراً بالصحة النفسية والرفاه، والصحة الإنجابية وصحة الأم، والتغذية، والتعرض للأمراض غير السارية. ويضاف إلى ذلك تزايد حالات الإصابات الطويلة الأجل.




ما تقوله البيانات

خفّضت المنطقة العربية معدل وفيات الأمهات، ولكنه لا يزال مرتفعاً، إذ يقارب ضعف الهدف العالمي البالغ 70 حالة لكل 100,000 ولادة حية. ويزداد هذا الواقع صعوبة في أقل البلدان نمواً، حيث تلد أقل من امرأة واحدة من كل ثلاث نساء من دون مساعدة مختصة من القطاع الصحي.
انخفضت معدلات وفيات المواليد في المنطقة إلى 16.5 لكل 1,000 ولادة حيّة ووفيات الأطفال دون 5 سنوات إلى 34.4 لكل 1,000 ولادة حية في عام 2021. لكن هذه المعدلات لا تزال أعلى من الأهداف العالمية. يقارب معدل الوفيات في أقل البلدان نمواً ضعف المعدل الإقليمي لكلا المؤشرين.
تنخفض الوفيات بفعل الأمراض غير السارية ببطء في المنطقة (من 16.2 في المائة في عام 2015 إلى 14.7 في المائة في عام 2019). وتصيب هذه الأمراض الرجال أكثر بقليل من النساء (16.5 في المائة مقابل 12.7 في المائة في عام 2019).

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 3

تحسين استهداف نُظم التأمين الصحي المدعومة وسواها من تدابير السياسة الصحية استناداً إلى المزيد من البيانات المحسّنة والمفصّلة، وتوسيع نطاق برامج التأمين الصحي الإلزامي.
تحسين البنية الأساسية لمراكز الرعاية الصحية الأولية في المناطق الريفية والنائية ومخيمات اللجوء مع تقديم حوافز للعاملين المؤهلين في مجال الصحة لتشجيعهم على العمل في تلك المواقع.
تعزيز نُظُم الصحة الرقمية ونُظُم المعلومات الصحية وتطوير قوانين الصحة الرقمية والمعايير التنظيمية لتحصين أمن البيانات وقابلية التداول بها.
تسريع برامج اعتماد المؤسسات الصحية، وتنظيم قطاع الرعاية الصحية الخاص، وبناء شراكات بين القطاعين العام والخاص لتلبية الحاجات إلى خدمات صحية جيدة النوعية وسريعة الاستجابة وميسورة الكلفة.

الهدف 4: ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع

عمدت البلدان العربية تدريجياً إلى توسيع فرص الحصول على التعليم وتقليص الفوارق بين الجنسين في التعليم منذ عام 2000. إلا أن انعدام المساواة وتفاوت الجودة في التدريس لا يزال يعيق التقدم في أهداف التنمية المستدامة، ويؤثر على الطلاب من جميع مشارب الحياة. وتواجه نُظُم تعليمية عديدة صعوبات في تقديم الخدمة الكافية للطلاب الفقراء، والمجتمعات الريفية، والفتيات والنساء، واللاجئين، والنازحين داخلياً، والأشخاص ذوي الإعاقة، ما يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة ويقيّد التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وتحتاج البلدان العربية لإحراز التقدم المطلوب على مسار الهدف 4 إلى وضع سياسات كليّة وواضحة ومزوّدة بما يكفي من الموارد لتحسين نوعية وملاءمة نتائج التعلّم، وإصلاح المناهج الدراسية في جميع مراحل التعليم. فالسياسات التي تعزّز التفكير النقدي لدى الطلاب وتكسبهم المهارات ضرورية لبلوغ الهدف 4 ولتزويد الطلاب بما يلزم للنجاح في المدرسة والعمل والحياة، انطلاقاً من الإلمام بالمبادئ الأساسية للقراءة والكتابة والحساب وحل المشاكل، وتنمية الكفاءات الفنية والمهنية، وغيرها من المهارات الحياتية الأساسية.


ما تقوله البيانات

ارتفع معدل إتمام الدراسة الابتدائية من 75 في المائة في عام 2000 إلى 82 في المائة في عام 2022، 81 في المائة للفتيات و84 في المائة للفتيان. وازدادت معدلات إتمام المرحلة الأولى من التعليم الثانوي من 55.2 في المائة إلى 67.5 في المائة خلال الفترة نفسها، إلاّ أنها لا تزال أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 76.6 في المائة .
ازداد معدل الالتحاق بالتعليم ما قبل الابتدائي باطراد في المنطقة، بحيث ارتفع من 27.2 في المائة في عام 2002 إلى 46.1 في المائة في عام 2020. إلاّ أنّ الفارق بينه وبين المتوسط العالمي لا يزال كبيراً، حتى وإن ساهمت هذه الزيادة في تقليصه إلى حدّ ما. ويبلغ معدل المشاركة بالتعليم ما قبل الابتدائي 74.6 في المائة على الصعيد العالمي.
تتجاوز المنطقة من حيث البنى الأساسية للمدارس المعدلات العالمية، وذلك في عدد المدارس التي تتوفر فيها الكهرباء، وأجهزة الكمبيوتر، والإنترنت، ومرافق غسل اليدين، والمرافق الصحية غير المختلطة، ومياه الشرب

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 4

  • الإسراع في إصلاحات المناهج الدراسية التي تحفّز التفكير النقدي لدى الطلاب، وتنمّي القدرات على حل المشاكل، وتسهّل عملية التعلّم، وتوسّع فرص التشغيل، وتمكّن الأفراد، وتذكي حسّ المواطنة.
  • تضمين المناهج الدراسية قيم المساواة بين الجنسين، وحقوق الإنسان، والتسامح، والمشاركة لإحداث تحوّل ثقافي نحو التنمية المستدامة.
  • تقييم أوجه القصور التي لا تزال تشوب نُظُم التعليم والمرافق المدرسية، والتي تعيق أو تمنع حصول الطالبات والطلاب ذوي الإعاقة على حقهم في التعليم الجيد.
  • إعطاء الأولوية للإنفاق على التعليم باعتماد مقاييس مرجعية مثل 4 إلى 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، أو 15 إلى 20 في المائة من أهداف الإنفاق الحكومي التي حددها إطار العمل الخاص بالتعليم حتى عام 2030.

الهدف 5: تحقيق المسـاواة بين الجنسـين وتمكين كل النسـاء والفتيات

لا شك في أن بعض التقدم تحقق في المنطقة العربية في ما يتعلق بالهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما لجهة تعديل التشريعات لدعم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وتعزيز حضورها في ميدان صنع القرار السياسي. ومع ذلك، تظل بعض التحديات الأساسية قائمة في هذا المجال. ذلك أن المنطقة العربية لا تسير في الطريق السليم نحو تحقيق هذا الهدف، إذ تتدنى معدلات تمثيل النساء في المناصب القيادية مقارنة بالمعدلات العالمية، ويمثّل إنفاذ القوانين هماً مستمراً، كما تبرز ثغرات وتناقضات قانونية ذات صلة. ويستشري العنف ضد النساء في الحقلين العام والخاص، وتمثّل الممارسات الضارة بحقهنّ مشكلةً كبيرة في بعض البلدان. وتُسجّل مختلف المناطق الحضرية والريفية تفاوتات ملحوظة في ما يتعلق بالحصول على الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية واستخدام وسائل منع الحمل. وتعزى تلك التفاوتات بشكل أساسي إلى التباين في مستوى تعليم المرأة ووضعها الاجتماعي والاقتصادي. وتستمر المرأة في تحمل أعباء مسؤولية أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر بشكل غير متناسب مقارنة بالرجل، ما يؤدي إلى تقليص مشاركتها في قوة العمل وتعزيز الفجوات بين الجنسين على مستوى الفرص والنتائج االقتصادية.

ما تقوله البيانات

من المُرجّح أن يتعرض أكثر من ثلث النساء في المنطقة العربية لعنف الشريك الحميم، مع الإشارة إلى أن هذا المعدل قد يرتفع بشكل ملحوظ في بعض البيئات، بما في ذلك في المناطق المتأثرة بالصراعات.
تشير إحصاءات عام 2020 إلى أن 20.4 في المائة من النساء في البلدان العربية، من الفئة العمرية 20-24 سنة، تزوجن أو ارتبطن قبل سن 18 . هذه النسبة تتجاوز المتوسط العالمي بقليل، وتصل إلى 33.5 في المائة في أقل البلدان العربية نمواً.
لا يزالتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) يُمارَس في عدد من البلدان العربية3 ويتراوح معدل انتشار هذه الممارسة بين الفتيات والنساء من الفئة العمرية 15-49 سنة من 99.2 في المائة في الصومال و90.1 في المائة وجيبوتي، إلى 7.4 في المائة في العراق4 وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، أُحرز تقدم نحو خفض المعدل الإقليمي لظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث من 71 في المائة في عام 2001 إلى 54.3 في المائة في عام 2021 عند الفتيات من الفئة العمرية 15-19 سنة

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 5

  • الانخراط بالحوار البناء مع المؤسسات الدينية للتفكّر في العلاقة بين الأديان وحقوق الإنسان، وبين العدالة والمساواة، وتعديل قوانين الأحوال الشخصية بحيث تراعي قضايا الجنسين.
  • ترسيخ الترابط بين مختلف الأُطُر القانونية والتنظيمية لسد الثغرات، وضمان الاتساق في تطبيق القوانين وإنفاذها لتحقيق المساواة بين الجنسين وحماية حقوق المرأة.
  • دعم تغيير مسلكيات موظفي القطاع العام وأفراد السلطة القضائية للدفع باتجاه التنفيذ الفعال للتشريعات التي تكافح العنف والتمييز ضد المرأة وتسهّل انخراطها في القطاعات الاقتصادية.
  • التركيز على التدابير العقابية والوقائية في مكافحة التحرش الجنسي والعنف ضد المرأة، لا سيما وأن التدابير الوقائية أثبتت فعالية وكفاءة من حيث الموارد.
  • اتخاذ تدابير ملزمة في الميزانيات لتنفيذ الأُطُر والتشريعات الوطنية المعنية بالقضاء على العنف ضد المرأة، واستخدام سياسات الاقتصاد الكلي بمزيد من الفعالية لدعم مشاركة المرأة في القطاعات الاقتصادية والقوى العاملة..

الهدف 6: ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة

تشكل ندرة المياه تحدّياً هائلاً أمام تحقيق الأمن المائي والتنمية المستدامة في المنطقة العربية، بما تخلّفه من تداعيات بعيدة المدى على الأمن الغذائي وأمن الطاقة والتقدم الاقتصادي وسبل العيش وصحة الإنسان. ونظراً لخطورة الوضع، لا يزال التقدم الذي أحرزته المنطقة في الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة غير كاف. فالحصول على المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية غير متساو بين البلدان وداخلها على حد سواء. أضف إلى ذلك تراجع كفاءة استعمال المياه، وارتفاع عمليات سحب المياه العذبة إلى مستويات غير قابلة للاستدامة إلى حد كبير. فلا بد من بذل المزيد من الجهود لتنفيذ الإدارة المتكاملة للموارد المائية، بما فيه من خلال التعاون في مجال المياه العابرة للحدود. كما يواجه سعي المنطقة لتحقيق الهدف 6 تحديان آخران يتمثلان في تغيّر المناخ والافتقار إلى التمويل الكافي. ومن الجدير بالذكر أن المساعدة الإنمائية الرسمية الموجهة إلى الإدارة المستدامة للمياه قد انخفضت، ما يؤكد الحاجة الملحّة إلى تجديد الالتزام والاستثمار في المبادرات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.

ما تقوله البيانات

ارتفعت نسبة السكان الذين يحصلون على خدمات مياه الشرب المدارة بأمان من 73 في المائة في عام 2015 إلى 75 في المائة في عام 2022. وارتفعت نسبة السكان الذين يستفيدون من خدمات الصرف الصحي المدارة بأمان من 53 إلى 60 في المائة خلال الفترة نفسها. لكن معدلات التقدم المتواضعة هذه غير كافية لضمان حصول الجميع على خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المدارة بأمان بحلول عام 2030. ولا تزال هناك تفاوتات كبيرة بين البلدان وداخلها، ولا سيما بين المناطق الريفية والحضرية.
انخفضت كفاءة استعمال المياه، التي تقاس بنسبة القيمة المضافة إلى حجم استعمال المياه، من 10.65 إلى 9.65 دولار للمتر المكعب من عام 2015 إلى 2020.
زادت عمليات سحب المياه العذبة من 101 إلى 120 في المائة من الموارد المتاحة في الفترة من عام 2015 إلى 2020. ويُعتبر الإجهاد المائي أعلى منه في أي منطقة أخرى، وأعلى بستة أضعاف من المتوسط العالمي البالغ 18 في المائة.

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 6

إضفاء الطابع المحلي على نُهُج السياسات المعنية بضمان الحصول على المياه الآمنة والصرف الصحي من خلال تكييف الخدمات مع احتياجات سكان المناطق النائية واللاجئين والمجتمعات النازحة وسكان الأحياء الفقيرة. ويشمل ذلك تشجيع اعتماد تكنولوجيات منخفضة الكلفة ومستدامة، تتناسب مع الظروف المحلية، مثل تجميع مياه الأمطار واعتماد خيارات الصرف الصحي التي لا تتطلب شبكة واسعة من البنية الأساسية.
تعزيز الإدارة المتكاملة للموارد المائية من خلال إنشاء أُطُر تنسيق فعالة بين القطاعات تشمل جميع فئات مستخدمي المياه (في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة والسياحة وما إلى ذلك) وتعزيز ترتيبات التعاون عبر الحدود.
بناء شراكات مع الجامعات ومراكز البحوث لتعزيز التحليلات والنُّهُج القائمة على العلم التي تجعل مشاريع المياه قابلة للقياس والرصد وجذّابة لاستثمارات القطاع الخاص الطويلة الأجل.

الهدف 7: ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة

أحرزت المنطقة العربية تقدماً كبيراً في تعميم الوصول إلى خدمات الطاقة. ومع ذلك، لا يزال الانتشار المحدود للطاقة المتجددة وكثافة الطاقة الأوّلية العالية يشكلان تحدياً أمام التحوّل إلى الطاقة المستدامة. وتشكل التفاوتات في الحصول على الطاقة بين البلدان وداخلها، ولا سيما بين المناطق الريفية والحضرية، عقبات إضافية تحول دون تحقيق هدف عدم إهمال أحد. ويؤكد الافتقار إلى طاقة موثوقة وميسورة الكلفة ونظيفة في بعض البلدان على الحاجة الملحة إلى تسريع الجهود الرامية إلى تحقيق مقاصد الهدف 7 بحلول عام 2030.

وقد فرضت الصدمات الناجمة مؤخراً عن الحرب في أوكرانيا ضغوطاً جديدة على نُظُم الطاقة في المنطقة، ما أثّر على الفئات الأكثر عرضة للمخاطر. كما أعاق استمرار الانكماش الاقتصادي والصراع وعدم الاستقرار وتعطل سلسلة الإمداد التقدم في بعض البلدان. وفي حين لا تزال المنطقة تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، تُظهر التطورات الأخيرة في أُطُر السياسات ومشاريع توليد الطاقة المتجددة على نطاق المرافق، بما فيها العديد من المرافق الرائدة عالمياً والمقرر تشغيلها في المستقبل القريب، إمكانية حدوث تحوّل نحو الاستدامة.




ما تقوله البيانات

ارتفعت نسبة السكان الذين يحصلون على الكهرباء من 89 في المائة في عام 2015 إلى 91 في المائة في عام 2021. ولا تزال تفاوتات كبيرة قائمة بين أقل البلدان نمواً (64 في المائة) والبلدان المتوسطة الدخل وبلدان مجلس التعاون الخليجي (بنسبة 100 في المائة لكل من مجموعتي البلدان)، وكذلك بين المناطق الريفية (83 في المائة) والمناطق الحضرية (98 في المائة).
انخفضت نسبة السكان الذين يعتمدون على الوقود والتقنيات غير النظيفة للطهي والتدفئة والإنارة من 14 في المائة في عام 2015 إلى 12 في المائة في عام 2021. ومع ذلك، لا يزال 49 في المائة من السكان يعتمدون على الوقود والتقنيات غير النظيفة في أقل البلدان نمواً، مقارنة بنسبة 0 في المائة في بلدان مجلس التعاون الخليجي و1 في المائة في البلدان المتوسطة الدخل.
انخفضت التدفقات المالية الدولية إلى البلدان العربية لدعم البحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة وإنتاج الطاقة المتجددة، بما فيها النُّظُم الهجينة، من ذروة بلغت 2.7 مليار دولار في عام 2017 إلى 363 مليون دولار فقط في عام 2021. وقد تجاوز هذا الانخفاض الكبير بنسبة 87 في المائة متوسط الانخفاض العالمي البالغ 60 في المائة خلال الفترة نفسها.


وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 7

زيادة الاستثمار في الحصول على الطاقة النظيفة، بما في ذلك الحلول خارج نطاق شبكة الكهرباء، لا سيما في المناطق الريفية وأقل البلدان نمواً والبلدان المتأثرة بالصراعات.
تعزيز أمن إمدادات الكهرباء من خلال توسيع سعة التوليد المركبة، وتعزيز شبكات النقل وتحسين موثوقية الخدمة.
تسريع الوصول إلى الطهي النظيف في أقل البلدان نمواً من خلال توسيع نطاق استراتيجيات تغيير السلوك، وتقديم خيارات تتماشى مع الظروف المحلية (مع مراعاة مدى توفر الوقود والقدرة على تحمل التكاليف والتفضيلات الثقافية)، والاستثمار في الإنتاج المحلي وتوزيع وسائل الطهي النظيف.
الانتقال من دعم الوقود الأحفوري إلى المساعدة الموجهة لمن هم في أمس الحاجة إليها، مع تقديم المساعدة الفنية وبناء القدرات لضمان حصول الأسر المعيشية المفتقِرة إلى الطاقة على الكهرباء وتقنيات الطهي النظيف. علاوة على ذلك، تعزيز حوكمة الدعم من خلال أدوات مبتكرة مثل البطاقات الذكية ونُظُم الدفعات البالغة الصغر.

الهدف 8: تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع

لم تحرز بلدان المنطقة العربية التقدم اللازم على مسار تحقيق الهدف 8، وهي تشهد تراجعاً أو ركوداً في العديد من المؤشرات الرئيسية، إذ تكافح للتغلب على تحديات مزمنة تحول دون تحفيز النمو الاقتصادي، وزيادة إنتاجية العمل، واستحداث فرص العمل اللائق. وتكمن نقاط الضعف الهيكلية في الطبيعة الريعية لمعظم الاقتصادات، والافتقار إلى التنويع، وضعف الاندماج في سلاسل القيمة الدولية، وقدم أنظمة الأسواق. وإزاء هذه التحديات، تسجّل البطالة في المنطقة منذ فترة طويلة أعلى المعدلات في العالم، فتعوق التقدم على مسار تحقيق الهدف 8. وقد أثرت الأنماط المتمثلة بانخفاض النمو الاقتصادي بحيث لا تستفيد منه سوى شرائح صغيرة نسبياً من السكان، وارتفاع معدلات البطالة، تأثيراً شديداً على تحقيق أهداف أخرى، إذ تعوق جهود القضاء على الفقر (الهدف 1)، والحد من أوجه عدم المساواة (الهدف 10)، وتحد الاستثمار في القطاعات الرئيسية. وأقرّت البلدان سياسات تهدف لتنويع اقتصاداتها، وتحسين أدائها الاقتصادي، وتعزيز قدرتها التنافسية. إلاّ أنها لم تحرز التقدم المطلوب للانتقال إلى اقتصادات مبتكرة ومنتجة تتيح فرص عمل لائق لجميع الفئات.

ما تقوله البيانات

انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي على صعيد المنطقة ككل منذ عام 2015. فبين معدلات النمو السنوي البطيئة، والانتكاسات الكبيرة الناتجة عن جائحة كوفيد-19، وارتفاع التضخم، تراجع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنحو 3.7 في المائة بين عامي 2015 و2022. وعلى الصعيد العالمي، ازداد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بأكثر من 10 في المائة خلال هذه الفترة.
شهدت إنتاجية العمل الحقيقية حالة من الركود بين عامي 2015 و2023 بسبب الانخفاضات الحادة التي سُجلت خلال جائحة كوفيد-19 والتي حجبت ما تحقق من زيادات بطيئة، مما أدى إلى تحقيق زيادة طفيفة قدرها 1 في المائة فقط خلال هذه الفترة على المستوى الإقليمي، فيما ازدادت إنتاجية العمل الحقيقية العالمية بنسبة 11.8 في المائة خلال هذه الفترة.
تسجل المنطقة أعلى معدل للبطالة في العالم بلغ 10.7 في المائة في عام 2022 مقابل 5.8 في المائة على مستوى العالم. وهذه المشكلة ليست وليدة الأمس، فالبطالة في المنطقة نادراً ما انخفضت دون 10 في المائة منذ عام 2000. والوضع يزداد خطورة في حالة النساء. فمعدل بطالة الإناث في المنطقة الذي بلغ 19.9 في المائة في عام 2022، فاق بثلاثة أضعاف المتوسط العالمي البالغ 5.8 في المائة. ووصل معدل بطالة الشباب إلى 26.3 في المائة، متجاوزاً بأشواط المتوسط العالمي البالغ 14 في المائة، وارتفع إلى 41.6 في المائة في صفوف الشابات. وتمثّل العمالة غير النظامية أكثر من 62 في المائة من جميع الوظائف في المنطقة.

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 8

  • زيادة الاستثمار العام والخاص في البحث والتطوير، وحشد الدعم الإقليمي والعالمي لنقل المعرفة والتكنولوجيا بهدف تحسين الابتكار والقدرة التنافسية.
  • دعم تطوير القطاعات العالية القيمة من خلال الاستثمار الاستراتيجي في الصناعات التي تدعم استحداث فرص العمل، وتعزز سلاسل القيمة المحلية، وتوفر إمكانيات عالية للتصدير. وتساهم برامج الحوافز المتقنة، بما في ذلك إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة، في إنعاش الاستثمار، وتعزيز التجارة الدولية.
  • تقليص العوائق أمام التجارة والاستثمار لتهيئة بيئة مؤازرة للأعمال، بطرق منها تبسيط الإجراءات البيروقراطية، واستخدام التكنولوجيا لتسريع العمليات، وتطوير بوابات خدمات الحكومة الإلكترونية.
  • إقرار إصلاحات في التعليم لبناء المهارات في مجالات حل المشاكل، والتفكير النقدي، واستخدام التكنولوجيات الجديدة التي تخوّل الطلاب المتخرجين الحصول على فرص العمل اللائق، بما في ذلك في القطاعات الناشئة للثورة الصناعية الرابعة.
  • تسريع التنويع الاقتصادي، والحد من الاعتماد على القطاعات الاستخراجية من خلال الاستثمار في الاقتصادات الخضراء واقتصادات المعرفة، وإعطاء الأولوية لقطاعات التصدير لدعم القدرة التنافسية واستحداث فرص العمل اللائق.

الهدف 9: إقامة بُنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع المستدام الشامل للجميع، وتشجيع الابتكار

تشتدّ حاجة المنطقة العربية إلى تحوّل جذري نحو التصنيع المستدام الشامل للجميع. وتبرز ضرورة تطوير البنى الأساسية في ظل تزايد البطالة، وضعف الكفاءة وعدم الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية، وتراكم الديون، واستمرار الأزمات المديدة. ولا تزال مشاريع إنشاء البنى الأساسية تواجه تحديات خطيرة، بما في ذلك القيود على التمويل، وضعف القدرات المؤسسية، ونشوب الأزمات.

وعلى الرغم من التقدم المحقق في الآونة في البحث والتطوير، تستمرّ الفجوة بين البحث العلمي ومتطلبات الصناعات والأسواق المحلية. فقد أُجريت بحوث وصدرت منشورات كثيرة بمعزل عن التطبيقات التكنولوجية العملية، ولم يكن تأثيرها الفعلي كبيراً على الاقتصادات والمجتمعات. وجرت محاولات حثيثة لتعميم استخدام التكنولوجيا وانتهاز الفرص التي تتيحها الرقمنة في مختلف القطاعات الاقتصادية، إلاّ أن تضمين التقنيات في عمليات التصنيع يبقى محدوداً أو غائباً كلياً. وتقتصر المشاركة المتزايدة للبلدان في هذا المجال على استخدام هذه التقنيات، دون تطويرها أو تصديرها، ما يطرح إشكاليات عدة، لا سيما على مستوى المنطقة المتأخرة عن اللحاق بوتيرة تقدم الثورة الصناعية الرابعة في العالم.

ما تقوله البيانات

لا تزال الصناعة التحويلية ضعيفة على الرغم من التقدم عقب جائحة كوفيد-19. وبلغت القيمة المضافة للصناعة التحويلية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي 10.3 في المائة في المنطقة العربية في عام 2022 مقارنة بمتوسط عالمي قدره 16.7 في المائة.
بلغ نصيب الفرد من القيمة المضافة للصناعة التحويلية 621.80 دولار في 2022، أي قرابة ثلث المتوسط العالمي. واللافت تراجع هذه القيمة على صعيد المنطقة منذ 2015؛ وقد تأثرت سلبياً بالجائحة. أما على صعيد مجموعات البلدان، فكان نصيب الفرد من القيمة المضافة للصناعة التحويلية أعلى بكثير في بلدان مجلس التعاون الخليجي (2,898.50 دولار في 2022)، وقد عاد إلى المستوى ما قبل الجائحة وتجاوزه.
أدّى تراجع الصناعة إلى انخفاض القوى العاملة في الصناعة التحويلية في المنطقة منذ عام 2000 لتصل إلى 10.3 في المائة في عام 2021، مقارنة بمتوسط عالمي قدره 13.6 في المائة.

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 9

  • تحسين مواءمة الاستراتيجيات المعنية بالبنية الأساسية مع الاستراتيجيات التجارية الوطنية والإقليمية، وتوطيد التنسيق الأفقي والرأسي ضمن الحكومات بشأن التخطيط للبنية الأساسية، والاستثمارات العامة، والمشتريات العامة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص.
  • إيلاء الأولوية للصناعة التحويلية كسبيل لتحقيق التنويع الاقتصادي واستحداث فرص عمل، مع التركيز على الأسواق المتخصصة، واستخدام التكنولوجيا، وتضمين مبادئ التنمية المستدامة.
  • تضمين الابتكار في تخطيط السياسات العامة على المستوى الوطني، وتوطيد التعاون في مشاريع الابتكار بين الأوساط الأكاديمية والصناعية لتشجيع الابتكار ضمن القطاعات.
  • تعزيز التفاعل بين العلوم والسياسات، ووضع الأنظمة التي تساهم في إسداء المشورة العلمية إلى صانعي السياسات. وكذلك إنشاء أُطُر عمل أو مراصد وطنية تُعنى بجمع البيانات الصناعية بهدف دعم رصد الأداء الصناعي وتحليله، والاعتماد على المعلومات في صنع القرار وتصميم السياسات.

الهدف 10: الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها

تشهد المنطقة نُدرةً في البيانات الرسـمية المتاحة بشـأن عدم المسـاواة. فمعظم البلدان العربية لا تجمع أو لا تنشر معلوماتٍ هامة تتيح فهم توزيع الدخل والثروة، أو التمييز أو آثار السياسات على إعادة توزيع الدخل. ولا تتوفر بيانات كافية حول عدم المساواة بالاستناد إلى البيانات المتاحة بشأن العديد من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك البيانات المتعلقة بتوزيع الدخل والثروة حسب الجنس، والعمر، وحالة الإعاقة، والأصل القومي، والعرق، والوضع الوظيفي، والموقع الجغرافي، والعوامل الأخرى ذات الصلة. ويدل هذا النقص في البيانات أن السياسات لا تراعي بشكل كافٍ قضايا عدم المساواة، مما يمثل عقبة كبيرة أمام فهم تطور أوجه عدم المساواة المتداخلة في المنطقة.

وما لا شك فيه أن النمو الاقتصادي لم يكن شاملاً بما فيه الكفاية، ولم يوفر ما يلزم من فرص العمل الجيدة للحد من الفقر على نحو مستدام، وذلك لأن معدلات النمو الإجمالية لم تشمل الأسر. وفي الوقت نفسه، لا تزال سياسات إعادة توزيع الدخل ضعيفة. فالنظم الضريبية في المنطقة تنازلية إلى حد كبير، والنفقات الاجتماعية منخفضة وغير فعالة نسبياً (يمكن الاطلاع على الفصل الخاص بالهدف 1). وللصراعات الطويلة الأمد أثرٌ سلبي على مساعي الحد من عدم المساواة في الثروة داخل بلدان المنطقة وفي ما بينها.

كما أنّ أوجه عدم المسـاواة الاجتماعية الناجمة عن القوانين والأعراف والممارسـاتٍ التمييزية، وضعف سـيادة القانون نسـبياً، ومحدوديـة الحيّـز المدنـي اللاًزم لتحقيـق العدالـة الاجتماعيـة تسـهم أيضـاً في تفاقم عدم المسـاواة فـي الفرص الذي يُهمَل بسـببه الملاًييـن مـن النـاس. وللحـدّ مـن عـدم المسـاواة، سـيتعيّن على البلـدان العربية إعادة تأكيد دور الدولـة باعتبارها الضامن الأساسـي للحقـوق الاقتصاديـة والاجتماعيـة مـن خلاًلّ سياسـاتٍٍ تهـدف إلـى تعزيـز النمو لصالح الفقـراء وتوليد فرص العمل اللاًئـق، وفـرض الضرائـب علـى الثـروة وإعادة توزيعها .شـكّل فعالّ، وحمايـة حقوق جميع الناس.




ما تقوله البيانات

تضمّ المنطقة ستة من البلدان العشرين التي تشهد أكبر الفوارق في العالم من حيث توزيع الثروة، وقد أدّت الأحداث الأخيرة إلى تفاقم هذه الفوارق. وانخفضت فيها ثروة الشخص العادي بنحو 28 في المائة بين عامي 2019 و2020، فيما حقق أصحاب الملايين نمواً في ثرواتهم بلغ مجموعه 44 في المائة، بحيث ارتفع من 1.28 تريليون دولار إلى 1.85 تريليون دولار. وأصبح 70,000 فرداً في المنطقة في عداد الأثرياء بين عامي 2019 و2021، فيما تراجع مستوى نحو 29 مليون شخص إلى ما دون خط الفقر المدقع، الذي يُحسب بالعيش على 2.15 دولار في اليوم.

تُحسب المنطقة العربية كمنطقة منشأ وعبور ومقصد، وتشكل وُجهة بارزة للهجرة الدولية والنزوح القسري، وهي تستضيف نحو 41.4 مليون مهاجر (ومنهم 9.4 مليون لاجئ) يشكّلون 15 في المائة من مجموع المهاجرين الدوليين في العالم.


وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 10

إطلاق عمليات شفافة وتشاركية لصنع السياسات من أجل إدراج اعتبارات الإنصاف في الخطط والبرامج القطاعية، وتلبية احتياجات الأشخاص المعرضين للإهمال جرّاء الوضع الراهن.
إقرار وإنفاذ التدابير التي تضمن المساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بطرق منها الحماية من التمييز، واتخاذ تدابير السياسة العامة التي تكفل إعمال هذه الحقوق للجميع في المنطقة.
تعديل السياسات الضريبية بحيث توفرّ مصادر مستدامة وسبلاً منصفة لتمويل الخدمات والاستثمارات العامة، بطرق منها اتخاذ تدابير لزيادة تصاعدية النُّظُم الضريبية وتعزيز دور الدولة في إعادة التوزيع.

الهدف 11: جعْل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة

سيعيش حوالي 75 في المائة من سكان المنطقة العربية في المناطق الحضرية بحلول عام 2050، في تطوّر يكرّس أهمية السياسات الحضرية لتأمين رفاه مئات الملايين من الناس. ومدن المنطقة تقع بمعظمها على السواحل، وهي شديدة التعرّض، جراء أسباب أهمّها تقادم البنية الأساسية، للكوارث الناجمة عن تغيّر المناخ. ولا تزال الهجرة المحلية من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية المصدر الأساسي للتوسّع العمراني، ولكنّ المدن العربية هي أيضاً الوجهة الأولى للنازحين في العالم. وتؤدي هذه الحالة إلى تفاقم مشاكل العمالة غير النظامية، والمساكن غير المستوفية لشروط السكن اللائق، والإفراط في استغلال الموارد الطبيعية، واستنزاف البيئة.

على الرغم من إطلاق سياسات حضرية وطنية3 وإحراز تقدم في التأهب للكوارث، لا تزال تشوب هذه السياسات فجوات واسعة في توفّر المساكن الميسورة الكلفة، والحصول على الخدمات الأساسية، وقلة المساحات العامة المفتوحة، وإدارة النفايات، لتسمية القليل. تواجه البلدان العربية أنماطاً غير مستدامة من الزحف الحضري العشوائي وعقبات تحول دون تحقيق الهدف 11 (المدن والمجتمعات المستدامة) مثل استمرار القيود على اللامركزية، وتعرّض البيئة للمخاطر، وعدم الاستقرار جراء الاضطرابات السياسية والصراعات. تشمل الأولويات المساكن الميسورة الكلفة، وحصول الجميع على الخدمات الأساسية، والتكيف مع تغيّر المناخ، وتحسين نوعية الهواء، وتحسين إدارة النفايات، والنقل المستدام، وتوسيع المساحات الخضراء والعامة، وحماية التراث الثقافي والطبيعي.

يتناول هذا الفصل مجالات السياسة العامة المعنية بالهدف 11 المتعلقة بالمستوطنات العشوائية، والأحياء الفقيرة، والمساكن الميسورة الكلفة، والشمولية في النقل، والقدرة على مواجهة الكوارث والحوكمة الحضرية.

ما تقوله البيانات

انخفضت نسبة سكان الحضر الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة أو المستوطنات العشوائية أو المساكن غير اللائقة في المنطقة العربية من 39 في المائة في عام 2006 إلى 32 في المائة في عام 2010 و24 في المائة في عام 2018 (حوالي 61 مليون من سكان الحضر في عام 2018). وقد بلغ المتوسط العالمي 24 في المائة في عام 2020.
تفاوتت نسبة سكان الحضر الذين يتمتعون بسهولة الوصول إلى وسائل النقل العام في المنطقة تفاوتاً كبيراً، بين 8 في المائة في بغداد (العراق) و10 في المائة عمّان (الأردن)، إلى 62 في المائة في الدوحة (قطر) و79 في المائة مراكش (المغرب) في عام 2020. وتتمتع المدن في البلدان المتوسطة الدخل بتغطية أفضل من حيث شبكات النقل العام، بنسبة 48 في المائة في تونس (تونس) مقابل 41 في المائة في دبي (الإمارات العربية المتحدة) و39 في المائة في الكويت، أو 36 في المائة في الإسكندرية (مصر) مقابل 21 في المائة في البحرين. وهذا يبيّن الاعتماد الكبير على السيارات الخاصة في البلدان ذات الدخل المرتفع في المنطقة.


وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 11

  • تفعيل آليات اللامركزية الإدارية والمالية لتحميل الحكومات والسلطات المحلية مزيداً من المسؤولية في زيادة الإيرادات ووضع الميزانيات (بما في ذلك الضرائب والتراخيص وغرامات المرور، وما إلى ذلك) للاستجابة بشكل أفضل إلى حاجات الناس المرتبطة بالبنية والخدمات الأساسية.
  • تعزيز قدرة الحكومات والسلطات المحلية على وضع الميزانية، وتعميم اعتبارات المساواة بين الجنسين، وإدماج الفئات المعرضة للمخاطر (مثل الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن)، وبناء مقترحات المشاريع، وجمع الأموال من الجهات المانحة، وتعزيز الشراكات.
  • استحداث آليات لرصد التقدم في تنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي من خلال المراصد الحضرية بهدف تحسين جمع البيانات ومعالجتها وتحليلها، وتحفيز الحوكمة الشاملة والتحوّلات النابعة من المستوى المحلي.

الهدف 12: ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة

يتناول الهدف 12 التنمية المستدامة على جميع المستويات المحلية والعالمية، وبجميع أبعادها، ويربط اعتبارات البيئة والموارد الطبيعية بالمكوّنات الاجتماعية والاقتصادية. وفي مختلف أنحاء العالم، ما من دولة تلتزم التزاماً كاملاً بالتحوّلات الجذرية المطلوبة في أنماط الاستهلاك والإنتاج. ويؤدي النموذج الاقتصادي الخطي الحالي لاستخراج الموارد الطبيعية وتصنيعها والتخلص منها، إلى استنزافها السريع، ولا يزال التقدم بطيئاً في تخضير الاقتصاد. ولم تبلغ بعد المنطقة العربية التي لا تزال في طور النمو ما بلغته الدول الصناعية من إفراط في استهلاك الموارد، إلا أن اقتصاداتها كثيفة الكربون وقائمة على استهلاك الموارد الطبيعية.

ما تقوله البيانات

لا يزال النمو الاقتصادي يتحقق على حساب الموارد الطبيعية: ارتفع نصيب الفرد من البصمة المادية للمنطقة العربية من 11.7 إلى 12.4 طن بين عامي 2015 و2019، مقابل متوسط عالمي قدره 12.4 طن.
تعتمد الاقتصادات العربية اعتماداً كبيراً على استهلاك الموارد الطبيعية والأنشطة الاستخراجية: ارتفعت البصمة المادية للمنطقة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي من 1.88 كيلوغرام لكل دولار أمريكي بالمعدلات الثابتة لعام 2015 إلى 1.96 كيلوغرام في عام 2019. وانخفضت من 1.22 إلى 1.14 كيلوغرام على مستوى العالم خلال الفترة نفسها.
استقر نصيب الفرد من استهلاك النفط عند 1.18 طن بين عامي 2015 و2019، لكنه لا يزال يساوي تقريباً ضعف المتوسط العالمي الذي انخفض من 0.58 إلى 0.56 طن في الفترة نفسها.

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 12

  • من الضروري تضمين مبدأ الاستهلاك والإنتاج المستدامين في خطط التنمية الوطنية المعتمدة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بطرق منها الترويج لمعايير وملصقات المنتجات الصديقة للبيئة والمراعية للمسؤولية الاجتماعية.

  • يتطلب تفعيل سياسات الاستهلاك والإنتاج المستدامين وضع أنظمة استباقية، بما في ذلك أدوات القيادة والتحكم والأدوات المستندة إلى آليات السوق، لضمان التزام المنتجين والمستهلكين بأنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامين.

  • تشمل الأنظمة على مستوى الإنتاج تقديم الحوافز، والدعم، والإعفاءات الضريبية لاستخدام التكنولوجيا المنخفضة الانبعاثات وتحسين كفاءة الطاقة. ومن الضروري تعزيز نَهج المسؤولية البيئية للمنتجين1 ، والبحث والتطوير في تكنولوجيات وابتكارات الاستهلاك والإنتاج المستدامين.

الهدف 13: اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغيّر المناخ وآثاره

لا تزال المنطقة العربية شديدة التأثر بتغيّر المناخ، وتتعرّض لتداعياته على نحو متزايد. ويتفاقم هذا الوضع بسبب محدودية القدرة على التكيّف مع تغيّر المناخ في عدة بلدان. ويعيش عددٌ متزايد من سكان المنطقة في بلدان تعاني من نُدرة المياه وشدة الجفاف والتصحر، ما يعطي الأولوية للتكيّف في العمل المناخي. وفي حين أنّ بصمة غازات الدفيئة منخفضة في المنطقة العربية مقارنةً بمناطق أخرى في العالم، تزايدت انبعاثات المنطقة بوتيرةٍ أسرع مرّتَين من المعدل العالمي خلال العقود الماضية. ولا يزال اعتماد الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة متدنيَّيْن في معظم البلدان العربية. وعلى مسار تحقيق الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة، تواجه البلدان العربية عوائق جمّة، بما فيها السياسات غير الملائمة وضعف الاهتمام بالفئات المعرّضة للمخاطر ومحدودية الوصول إلى التكنولوجيا والموارد المالية. والتمويل المخصّص حالياً للعمل المناخي لا يكفي لتلبية الحاجات، ما يستدعي تحسيناً بالنوع والكمية.



ما تقوله البيانات

تتراوح درجة التأثّر بتغيّر المناخ معتدلة ومرتفعة في مجموعات البلدان العربية، لا سيما في قطاعي المياه والزراعة، وتشتد مع مرور الوقت.
يعيش 90 في المائة من سكان البلدان العربية، أي 400 مليون شخص، في بلدانٍ تعاني من يعيش 90 في المائة من سكان البلدان العربية، أي 400 مليون شخص، في بلدانٍ تعاني من نُدرة المياه. وتتعرّض أعدادٌ كبيرة من السكان لموجات متزايدة من الجفاف وغيرها من الكوارث التي تزيد من انعدام الأمن الغذائي والنزوح.
بين عامي 2018 و2021، سجّل عدد حالات النزوح الداخلي المستجدة والمرتبطة بالكوارث الطبيعية تقلبات، فوصل إلى 1.8 مليون حالة في عام 2020 ثم تراجع إلى 568,000 حالة في عام 2021.


وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 13

إدراج أهداف محددة تتعلق بالمناخ في خطط ورؤى التنمية الوطنية وإيلاء اهتمام أكبر إلى الأهداف المتعلقة بالتكيّف.
تعزيز التنسيق على أعلى مستويات السياسة المؤسسية في معظم البلدان، بما في ذلك في العمل المناخي، والبيانات المناخية، والرصد.
اتباع سياسات قوية وضخ استثمارات استراتيجية لتعزيز البنية الأساسية المُقاوِمة لتغيّر المناخ واعتماد الحلول المستمدة من الطبيعة.
تشجيع البلدان على التحوّل تدريجياً من اعتماد أهداف الطاقة المتجددة إلى تنفيذ سياسات تنظّم كثافة الطاقة وتحسّن أداءها.

الهدف 14 : حفظ المحيطات والبحار والموارد البحريـة واسـتخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة

المنطقة العربية متأخرة على مسار تحقيق العديد من مقاصد الهدف 14، لا سيما تلك المتعلقة بحماية النظم الإيكولوجية البحرية من التلوث، وتنظيم نشاط صيد الأسماك. والتربية المستدامة للأحياء المائية لا تزال في مراحلها الأولى في معظم أنحاء المنطقة، ولا تلبي الطلب المتزايد على الأسماك. وتدابير الحماية المتخذة لوقف التدهور غير كافية، على الرغم من إحراز تقدم ملحوظ في بعض الأماكن في تحديد المناطق البحرية المحمية.

تقع المنطقة العربية بين خمسة محيطات وبحار تؤمّن الدخل لملايين الناس في جميع البلدان العربية، وتوفر بيئات بحرية فريدة تزخر بالتنوع البيولوجي . ويعتمد إحراز التقدم على مسار تحقيق الهدف 14 على معالجة المصادر البرية للتلوث البحري، بما في ذلك النفايات الصلبة البلدية والخطرة (الهدفان 11 و12)، ومياه الصرف الصحي غير المعالجة (الهدف 6). أمّا التقدم في التكيف مع تغيّر المناخ (الهدف 13)، فمهم لحماية المناطق الساحلية والنظم الإيكولوجية البحرية من ارتفاع مستوى سطح البحر، وارتفاع درجات حرارة البحر، وتحمض المحيطات. ويبقى النظر في المسائل الهيكلية المرتبطة بتحسين الحوكمة (الهدف 16) وعقد الشراكات (الهدف 17) أساسياً لإنفاذ القوانين والاتفاقات الوطنية والإقليمية والعالمية بشأن المحيطات.




ما تقوله البيانات

تُسجِّل مياه بحر العرب أعلى مستويات اتخامٍ بالمغذيات في المناطق الساحلية في العالم، مما يؤثر سلباً على الأحياء البحرية. وفي عام 2022، ظهر نمو الطحالب بشكل ملحوظ في المياه البحرية والساحلية المحيطة بأقل البلدان نمواً ( سجلت انحرافات الكلوروفيل عن خط الأساس للفترة 2000-2004 نسبة 2.1 في المائة؛ إلا أنها لا تزال أقل من المتوسط العالمي البالغ 3.2 في المائة).
وصلت نسبة النفايات الناتجة من مصادر برية والتي تنتهي على الشواطئ إلى 80 في المائة في عام 2021، لتفوق المتوسط العالمي البالغ 66 في المائة. وتُطرح هذه المشكلة خصوصاً في بلدان مجلس التعاون الخليجي، حيث بلغت هذه النسبة 93 في المائة. وفي العام نفسه، بلغت نسبة النفايات الناتجة من مصادر برية والتي تنتهي في المحيط 20 في المائة، مقابل 35 في المائة على المستوى العالمي. وسجلت منطقة المغرب العربي أعلى معدل وهو 32 في المائة.
تشكل مصائد الأسماك المستدامة نسبة ضئيلة من الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة، تقلّ بكثير عن المتوسط العالمي.


وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 14

الاستثمار في القدرات لرصد ومراقبة التلوث البحري وأنشطة الصيد.
اعتماد أطر منسقة لقياس المؤشرات في جميع أنحاء المنطقة لتحقيق التعاون الفعال.
وضع خطط لإدارة المناطق البحرية المحمية بمشاركة المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة، وتأمين موارد مستدامة لتنفيذها.
سن وإنفاذ القوانين التي تحمي المناطق الساحلية من تأثير التوسّع العمراني، وتعزيز التنسيق بين السلطات الوطنية والمحلية التي تشرف على الأجزاء البحرية والبرية للمناطق الساحلية لضمان الإدارة المتكاملة.
سن وإنفاذ القوانين التياعتماد وتنفيذ السياسات الرادعة للتخلص من النفايات البلدية في مساحات مكشوفة وتصريف المياه العادمة غير المعالجة في البحر.

الهدف 15: حماية النُظم الإيكولوجية البرّية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام، وإدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ووقف فقدان التنُوع البيولوجي

تتقدم المنطقة العربية على مسار تحقيق الهدف 15، وإن بوتيرة بطيئة. ومن التدابير المعتمدة إجراءات لحماية المواقع الهامة للتنوع البيولوجي لليابسة والمياه العذبة، وإجراءات لإدارة مناطق الغابات. إلاّ أنّ التراجع واضح في تدهور الأراضي، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وحشد المساعدة الإنمائية لتمويل حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه على نحو مستدام.

وإحراز التقدم لبلوغ الهدف 15 في المنطقة يعتمد على التقدم في الزراعة المستدامة (الهدف 2)، وتحقيق الاستهلاك والإنتاج المستدامين (الهدف 12)، والتكيف مع تغيّر المناخ (الهدف 13)، وتحسين القضايا الهيكلية للحوكمة (الهدف 16)، وعقد الشراكات (الهدف 17).




ما تقوله البيانات

تفتقر هذه المنطقة بطبيعتها إلى الغابات، إذ تضمّ 1 في المائة من مساحة الغابات في العالم. وتختزن أقل البلدان نمواً أكثر من ثلثي الغابات، وقد تناقصت فيها نسبة مساحة الغابات من مجموع مساحة الأراضي منذ العقد الماضي لتنخفض من 6.8 في المائة في عام 2010 إلى 6.2 في المائة في عام 2020. ويقع ربع مساحات الغابات هذه ضمن المناطق المحمية المنشأة بموجب قوانين، وهي مشمولة بخطط الإدارة الطويلة الأجل.
تتزايد نسبة مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية لليابسة والمياه العذبة التي تشملها المناطق المحمية في المنطقة، ولكنها لا تزال أقل بكثير من المتوسط العالمي، بحيث اقتصرت على 23 في المائة في عام 2022 مقابل 44 في المائة على مستوى العالم. وتحقق البلدان المتوسطة الدخل أفضل أداء حسب هذا المؤشر، في حين تسجّل أقل البلدان نمواً والبلدان التي تشهد صراعات أسوأ أداء. ويتاح لمناطق التنوع البيولوجي الرئيسية في الجبال أقل قدر من الحماية، إذ تغطّي المحميات 10 في المائة منها.
بلغت المساعدات الإنمائية الرسمية التي تلقتها البلدان العربية في مجال حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه على نحو مستدام حدها الأقصى في عام 2015، إذ وصلت إلى 843 مليون دولار، ثم انخفضت منذ ذلك الحين لتصل إلى 412 مليون دولار في عام 2021. وبين عامي 2015 و2021، تلقت البلدان المتوسطة الدخل نحو ثلثي هذه المساعدات، وبلغت حصة أقل البلدان نمواً 13 في المائة.


وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 15

وضع بروتوكولات مبسّطة وفعالة من حيث الكلفة لرصد التنوع البيولوجي وصحة النُّظُم الإيكولوجية، والاسترشاد بها في اعتماد نُهُج الإدارة التكيفية للمناطق المحمية وإظهار أثرها.
وضع سياسات وإطلاق مبادرات تدعم السكان الذين يعتمدون على النُّظُم الإيكولوجية الهشة لكسب رزقهم، بما في ذلك الغابات والأراضي الرطبة، وإشراكهم في مشاريع الحفاظ على البيئة المجتمعية بحيث يزداد دخلهم من دون المسّ بما درجوا على استخدامه من طرق تقليدية.
إدراج تعزيز التنوع البيولوجي في السياسات الوطنية التي ترعى حيازة الأراضي واستخدامها، بما في ذلك سياسات الزراعة والتنمية الحضرية.
توثيق الربط الإيكولوجي بين المناطق المحمية على المستويين الوطني والإقليمي من خلال الاستفادة من المواقع الجغرافية التي توفر ممرات لحركة الأنواع وللتبادلات الجينية، وتحقيق التعاون الإقليمي في هذا المجال.


الهدف 16: التشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يُهمّش فيها أحد من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإتاحة إمكانية وصول الجميع إلى العدالة، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات

تواجه المنطقة العربية تحديات على مستوى الحوكمة وتفتقر إلى العقود الاجتماعية المرتكزة على الحقوق، ما يعوق تنفيذ الهدف 16 بشأن "السلام والعدل والمؤسسات القوية". ويتفاقم العجز في الإنفاق العام بسبب ما تشهده المؤسسات الوطنية من تراجع في القدرة على تلبية الاحتياجات، ونقص في الشفافية، وضعف في المساءلة والكفاءة. وتحدّ هذه الصعوبات من قدرة الحكومات على تصميم وإنفاذ سياسات فعالة لتحقيق التنمية المستدامة، فتؤثر سلباً وبشكل مباشر على تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.

ويتفاوت أداء أجهزة الرقابة المالية تفاوتاً كبيراً في المنطقة، شأنه شأن دور البرلمانات في الرقابة على الميزانية. وفرص حصول الجمهور والعاملين في مجالي الصحافة والبحث على المعلومات محدودة؛ واستقلالية السلطة القضائية ووسائل الإعلام موضع شك؛ والمشاركة في صنع القرارات محدودة؛ والتمثيل السياسي بعيد عن الشمولية. وفي كل هذه العوامل انتهاك لحقوق الإنسان وعائق أمام الحد من عدم المساواة.

تنزيل الفصل القراءة على الإنترنت

ما تقوله البيانات

المنطقة العربية هي أكثر المناطق توقاً إلى السلام في العالم إذ يعيش 38 في المائة من سكانها (173 مليون نسمة) في مناطق متأثرة بالصراعات ويحتاج أكثر من 77 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية في سبعة بلدان تشهد صراعات .
انخفضت الوفيات بشكل ملحوظ في المنطقة على مدى العامين الماضيين، من أعلى مستوى بلغته في ذروة الصراع في عام 2014 إلى مستويات خط الأساس في عام 2010. وارتفع عدد ضحايا جرائم القتل المتعمد لكل 100,000 نسمة من 5.4 في عام 2010 إلى 7.03 في عام 2021، مقابل متوسط عالمي قدره 5.8. ومع ذلك، شهد عام 2022 انخفاضاً كبيراً بنسبة 65 في المائة في عدد ضحايا الصراعات (خسائر الأرواح بسبب المعارك) الذي تدنى إلى ما يزيد قليلاً عن 10,000 بعد أن ناهز 30,000 في عام 2021. وينحصر معظم ما نجم عن الصراعات من آثار وخسائر في في الجمهورية العربية السورية، والسودان، والصومال، والعراق، واليمن. إلا أن هذا الانخفاض انعكس مع نشوب الحرب في غزة في فلسطين حيث قُتل 30,000 فلسطيني في غضون أربعة أشهر من اندلاع الصراع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 (حتى 28 شباط/فبراير 2024).
تضمّ المنطقة 5.8 في المائة فقط من سكان العالم، وهي مصدر لما يناهز 14.8 مليون لاجئ. واستضافت 9.4 مليون لاجئ في عام 2023 مسجّلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وتمثل هذه الأرقام، على التوالي، نحو 40.5 و25.4 في المائة من مجموع اللاجئين في جميع أنحاء العالم. وأكثر من 6.5 مليون لاجئ هم من الجمهورية العربية السورية. وتضم المنطقة نحو 19.4 مليون نازح داخلياً.

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 2 وصولاً إلى عام 2030

تعزيز آليات المساءلة وبناء قدرات الموظفين الحكوميين لتصميم وتنفيذ سياسات ترتكز على الأدلة، وتقديم الخدمات العامة للجميع.
إحلال سيادة القانون لتحقيق المساواة في الحقوق للجميع، وضمان فصل السلطات لتحقيق الاستقلالية في عمل المؤسسات القضائية والتشريعية. وهذا يستدعي تعزيز الرقابة من البرلمانات وآليات الشفافية، والمساءلة، وتلبية احتياجات المواطنين، وتنفيذ تدابير مكافحة الفساد وتطبيق آليات الرصد.
توسيع الفضاء المدني، وتشجيع ثقافة مدنية نابضة بالحياة، وإشراك منظمات المجتمع المدني بحيث يتمكن المواطنون من التعبير عن آرائهم بحرية، والمشاركة في صنع القرارات وتأسيس الجمعيات، والتحفيز على المشاركة العامة والمناصرة.
تعزيز الحكومة المفتوحة، ودعم تبادل المعلومات والبيانات المفتوحة، وتفعيل قوانين الحصول على المعلومات من خلال وضع سياسات فاعلة وخاضعة للرصد، وتهيئة البيئة القانونية والتنظيمية للتكنولوجيا الرقمية، والمساهمة بإيجابية في تحصين الحوكمة وتحسين فعالية المؤسسات إزاء المخاطر المحتملة.
تسهيل عمل المؤسسات الوطنية والإقليمية لحقوق الإنسان، وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان ضمن النُّظُم التعليمية والمؤسسات الإعلامية.

الهدف 17: تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة

الهـدف 17 حـول الشـراكات مـن أجـل الأهـداف هـو هـدف شـامل يؤكد على أن التحوّل الجـذري يتطلّب توطيد التعـاون العالمي والإقليمي والتضافـر بيـن البلـدان، ويلقـي علـى كاهلهـا مسـؤوليات مشـتركة وبدرجـات متفاوتـة. ويركـز هذا الهدف على وسـائل تنفيذ خطة عام 2030، الخاضعـة لتأثيـر الشـراكات المتعـددة الأطـراف والأطـر الدوليـة، مثـل خطـة عمـل أديـس أبابـا بشـأن تمويـل التنميـة. ويتناول الهدف 17 الديناميـات العالميـة التـي تؤثـر علـى تدفـق المـوارد الماليـة والتكنولوجيـا والمعـارف، ويتمحـور حـول تعزيـز اتسـاق الشـراكات من أجل التنمية المسـتدامة.

ومـن العوامـل التـي تكتسـب أهميـة بـارزة فـي الحـدّ مـن أوجـه عـدم المسـاواة بيـن البلدان، الاشـتراك في تحمّل المسـؤولية وتوطيـد التعاون، وبـذل الجهـود لنقـل المعـارف والتكنولوجيـا، وتعزيـز التمويـل الشـامل للجميـع. ولهـذه العوامـل آثـارٌ متتاليـة علـى مسـار التقدم فـي تنفيذ أهـداف التنميـة المسـتدامة علـى الصعيديـن الإقليمـي والعالمـي، وتسـريع الجهـود لمعالجـة الأولويـات المشـتركة مثـل إدارة الميـاه، والأمـن الغذائـي، وتغيّـر المنـاخ، وبنـاء الـسلام. وفـي هـذا السـياق، تسـاعد زيـادة فعاليـة التكامـل الإقليمـي فـي تحقيق رؤيـة التنمية المسـتدامة التي حدّدتهـا خطـة عام 2030.

تنزيل الفصل القراءة على الإنترنت

ما تقوله البيانات



التمويل

تضخَّم الدين العام على المستوى الإقليمي إذ ارتفعت نسبته من 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2008، حسب التقديرات، إلى نحو 47 في المائة في عام 2023، وترافق ذلك، في الكثير من الحالات، مع أعباء خدمة الديون التي لا يمكن تحملها. وتتفاوت هذه المشكلة تفاوتاًً شديداًً بين البلدان ومجموعات البلدان، وتتفاقم بشكل خاص في البلدان المتوسطة الدخل وأقل البلدان نمواً 2.
بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة 53.8 مليار دولار في عام 2022، أي نحو 40 في المائة أقل من أعلى نسبة سجّلتها في عام 2008 وذهب أكثر من 90 في المائة من هذه التدفقات إلى خمسة بلدان فقط هي (الإمارات العربية المتحدة، وعُمان، ومصر، والمغرب، والمملكة العربية السعودية و45 في المائة منها للصناعات الاستخراجية . وتسجّل المنطقة 1.50 دولار من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الخارج مقابل كل دولار واحد من التدفقات الواردة، ما يجعلها مُصَدِراً صافياً لرأس المال.



التكنولوجيا

بلغ عدد مستخدمي الإنترنت لكل 100 نسمة في المنطقة العربية 70.3 شخصاً في عام 2022، بعد أن كان يبلغ 55.2 شخصاً قبل تفشي الجائحة في عام 2019. وهذه أعلى زيادة تُسجَّل في فترة ثلاث سنوات. ويتجاوز العدد الحالي المتوسط العالمي البالغ 66.3.
حلّت أربعة بلدان فقط هي لإمارات العربية المتحدة، وعُمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية بين البلدان الخمسين الأفضل أداءً على مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي في عام 2023؛ وجميعها من مجموعة بلدان مجلس التعاون الخليجي. وحلّ الأردن في المرتبة الأولى بين الدول العربية المتوسطة الدخل (المرتبة 55 عالمياً). وينتمي نصف البلدان العربية إلى أدنى 30 في المائة، وتحلّ في المرتبة 120 أو ما دونها .




البيانات والرصد والمساءلة

في عام 2023، تراوحت نسبة نشر البيانات عن مؤشرات أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بنوع الجنس في البلدان العربية بين 32 في المائة من مجموع البيانات في ليبيا، و79 في المائة في تونس. وتراوح نشر المؤشرات المفصّلة حسب الجنس بين 19 في المائة و52 في المائة.
في عام 2022، اعتمدت نسبة 59 في المائة من بلدان المنطقة تشريعات بشأن الإحصاءات الوطنية بما يتماشى مع المبادئ الأساسية للإحصاءات الرسمية ، مقابل نسبة قدرها 76 في المائة على مستوى العالم.

وصولاً إلى عام 2030: نُهُج السياسات المقترحة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف 17

التمويل

الإسراع في اعتماد استراتيجيات لإدارة الديون من أجل ضمان استدامة المالية العامة. وينبغي أن تشمل التدابير تعزيز التنسيق بين السياسات النقدية والمالية، وتحسين البيانات لضمان عمليات اقتراض قائمة على الأدلة، وتعزيز أسواق السندات المحلية للحدّ من الاعتماد على الدين الخارجي، فضلاً عن التدابير المتصلة بحشد الموارد كتلك التي تتناولها الأقسام التالية من هذا الفصل.
التعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين لإصلاح الهيكل المالي الدولي ونماذج الأعمال للمصارف الإنمائية المتعددة الأطراف، بما في ذلك اتخاذ إجراءات عادلة للتخفيف من عبء الديون وإعادة هيكلتها، ووضع شروط اقتراض مؤاتية للبلدان النامية، وضمان المساواة في الحصول على السيولة أثناء الأزمات، وزيادة التمثيل في حوكمة المؤسسات المالية الدولية.
تفادي تحوّل أزمات الديون إلى أزمات اجتماعية من خلال إعطاء الأولوية للنفقات الاجتماعية التي تقدّم الدعم والخدمات إلى السكان المعرّضين لخطر الإهمال وتسهّل الارتقاء الاجتماعي.




التكنولوجيا

الاستثمار في تطوير البنية التحتية وتحديثها، بما في ذلك الجزء الأخير من شبكة الاتصالات لتوفير خدمات الاتصال إلى المستخدمين النهائيين من أجل ضمان النفاذ الشامل إلى الإنترنت. وتؤمَّن هذه الاستثمارات عادةً من الميزانيات الوطنية أو المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف، أو من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
تعزيز التكامل الإقليمي للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك الروابط ونقاط تبادل الإنترنت المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة لإتاحة التبادل المباشر والمنخفض التكلفة للمحتوى. وسيؤدي ذلك إلى تقليل الاعتماد على الخطوط الدولية الباهظة الثمن، وتحسين سرعات الإنترنت، وتحفيز إنشاء المحتوى المحلي، وخفض التكاليف على المستخدمين، وتعزيز الاقتصاد الرقمي.
تعزيز إمكانيات نَهج التحوّل الرقمي لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال تحديد القطاعات ذات الأولوية وفوائد التكنولوجيا الرقمية. ويشمل ذلك مثلاً الخدمات المصرفية الرقمية لتحقيق الشمول المالي (الهدفان 1 و8)، والزراعة الدقيقة (الهدف 2)، والتطبيب عن بُعد أو الصحة الرقمية (الهدف 3)، والتعلّم عبر الإنترنت والتعلّم عن بُعد (الهدف 4)، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإدارة المياه (الهدف 6)، والشبكات الذكية (الهدف 7)، والحكومة الإلكترونية والبيانات المفتوحة (الهدف 16)، والرصد الفوري والبيانات الفورية (الهدف 17).




البيانات والرصد والمساءلة

تسريع إنتاج بيانات عالية الجودة وآنيّة ومفصّلة حسب الدخل، والجنس، والعمر، والانتماء الإثني، وحالة الهجرة، والموقع الجغرافي، والإعاقة، وغيرها من الخصائص المتصلة بالسياقات الوطنية؛ وإيلاؤه الأولوية.
تحسين إمكانية الوصول إلى البيانات لتحديث مؤشرات أهداف التنمية المستدامة بانتظام، وتوجيه القرارات، وإشراك مختلف أصحاب المصلحة (بما في ذلك البرلمانيون، والباحثون، والمجتمع المدني، وممثلو القطاع الخاص) في رصد السياسات والتدخلات وتقييمها.
اعتماد مصادر جديدة للبيانات الإدارية وتحديث السجلات الإدارية لأغراض إحصائية، ودمج البيانات الإحصائية والجغرافية المكانية، وعقد الشراكات مع منتجي البيانات ومجتمعات المستخدمين.